الجزائر تصطف لجانب حكومة الوفاق، فيما تبقي الحكومة التونسية على دبلوماسية الحياد تجاه طرفي الأزمة الليبية.
تونس - تكثف الجزائر تحركاتها الدبلوماسية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للملف الليبي وذلك من منطلق رفضها لأيّ تدخل في ليبيا المجاورة، وتشاركها تونس نفس الموقف بالنظر إلى الآثار الكبيرة التي يمكن أن يخلفها المزيد من تصعيد الوضع على الأرض في ليبيا.
لكن التشابه في وجهات النظر لا يخلو في طياته من بعض الاختلافات، ففي حين اختارت الجزائر بشكل معلن الطرف الليبي الذي تنحاز لصفه وهو حكومة الوفاق فضلت تونس السير على نهجها المعروف في الدبلوماسية وهو الحياد تجاه طرفي الأزمة الليبية.
ومنذ قرار تركيا بنشر قوات في ليبيا، تكثف الدبلوماسية الجزائرية المشاورات بغرض تهدئة الأزمة.
واعتبر مدير البحوث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس، كريم بيطار، أن الجزائر “تسعى خصوصا للحفاظ على استقرارها”.
وأضاف أن “الجزائر ليست لها مصلحة في أن تكون في قلب هذه الحرب بالوكالة” في ليبيا.
وتمت دعوة الجزائر رسميا للمؤتمر الدولي المقرر قريبا في برلين لمحاولة التوصل إلى حل سياسي في ليبيا برعاية الأمم المتحدة.
وقطعت الجزائر أول خطوة لها على طريق العودة للملف الليبي، بعدما اكتفت لسنوات بمراقبة الوضع وإسداء النصيحة لليبيين بتبني “حل داخلي توافقي وسلمي”.
وكان الرئيس تبون قد كشف عن أول ملامح خارطة الطريق المنتهجة تجاه الوضع في ليبيا، عندما قال خلال استقباله، الاثنين، السراج مرفوقا بوزيري الخارجية والداخلية الليبيين إن “طرابلس في نظر الجزائر تعتبر خطا أحمر ترجو عدم تجاوزه”.
وشهدت الجزائر، خلال الأسبوع الجاري حركية دبلوماسية حثيثة، حيث استقبلت في ظرف يومين السراج مرفوقا بوفد وزاري هام. كما استقبلت وزراء الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والإيطالي لويجي دي مايو والمصري سامح شكري.
واتفقت الجزائر وتركيا على ضوء الزيارة التي دامت يومين على “تجنب أيّ إجراء عملي يزيد في تعكير الأجواء في ليبيا، وبذل كل الجهود لوقف إطلاق النار”، وفق بيان للرئاسة الجزائرية.
وقال إن الجزائر شرعت فعليا في تنسيق جهودها مع دول شريكة مثل دول الجوار في المنطقة المغاربية (تونس) وتركيا والدول الأوروبية، و”ستكثف اتصالاتها مع روسيا والولايات المتحدة، من أجل الدفع لتحقيق تسوية سياسية منسجمة مع رؤيتها للحل”.
وللجزائر وتونس، اللتان تتشاوران في الملف الليبي، الانشغالات الأمنية ذاتها باعتبار الحدود البرية المشتركة بينهم.
وكانت الهجمات الإرهابية التي شهدتها تونس قد تم التخطيط لها في ليبيا، كما حاول تنظيم داعش انطلاقا من ليبيا الاستيلاء على مدينة بنقردان حنوب تونس.
وأثارت الزيارة غير المعلنة للرئيس التركي رجب أردوغان مؤخرا إلى تونس العديد من التساؤلات. ورأى المحلل السياسي التونسي يوسف الشريف أن “تونس باقية على السياسة الخارجية التقليدية القائمة على عدم الانحياز”.