سلبية “لا”
الدكتورة ماركام، تركز في فصول الكتاب التسعة على نقاط هامة جدًا أهمها الابتعاد تمامًا عن كلمة “لا”، باعتبارها الصخرة التي يصطدم بها الطفل دائمًا خلال مسيرة اكتشافه للعالم، على الرغم من أنَّه في بداية استخدام تلك الكلمة، قد يكون لها مفعول سحري بالنسبة للآباء، إلا أنَّها مع الوقت تفقد قواها السحرية، ويصبح الطفل منيعًا ضدها، فتجد الأم نفسها مضطرة للصياح مرات ومرات، حتى ينفذ الطفل ما تريده.
خلال فصول الكتاب تؤكد المؤلفة أن كلمة “لا” لها طريقة معينة للاستخدام، وليست منطوقًا لفظيًا فقط، فمثلاً في مرحلة الرضاعة لا يفهمها الطفل إلا إذا صحبتها نظرة قاسية، بينما في المراحل الأكبر سنًا يجب على الآباء توضيح أسباب الكلمة، لأن الأطفال وقتها يعتبرونها رفضًا لشخصهم وليس لأفعالهم، وقد ينصاعون للأوامر فقط بسبب الخوف والتهديد، وبالتالي على الآباء وضع أنفسهم محل الطفل وتفهم الأمور من وجهة نظره، وليس من مفهومهم الأعمق للحياة والبيئة المحيطة، بعيدًا عن الأكاذيب التي يلجأ إليها الأهل لإيهام الطفل بأن إصراره على أفعاله الخاطئة لها أضرار معينة، مثل “إذا كذبت سيكبر أنفك مثل بينوكيو” أو “أن العصافير ستخبرنا بالحقيقة” و”ستلتهمك الغولة” أو “إذا مصصت إصبعك سيذوب”، لافتة إلى أهمية التعامل بواقعية وصدق مع الطفل، حتى لا يصدم مستقبلاً في صدقهم وطريقة تعاملهم مع مدركاته الحسية العقلية.