في حكم صارم يعكس تشدد القضاء التونسي ضد جرائم العنف الجنسي، قضت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس أمس بالسجن المؤبد ضد ذئب بشري في العقد الثالث من العمر، من ذوي السوابق العدلية، بعد إدانته بجريمة تحويل وجهة طالبة تحت التهديد بسكين، واغتصابها، وسلبها أموالها وهاتفها، ثم تعنيفها بوحشية مما تسبب في كسر بيدها.
مقالات ذات صلة:
أطفال السودان في جحيم الحرب: اغتصاب رضّع وجرائم تهز الضمير الإنساني
توقيف طبيب نفسي متهم بارتكاب سلسلة من جرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسي
فضيحة "نادي الاغتصاب" تؤدي إلى إغلاق سجون أمريكية
جريمة وحشية صدمت الشارع التونسي
تفاصيل القضية التي هزّت العاصمة تعود إلى يومٍ مشؤوم عندما اعترض الجاني طريق طالبة جامعية كانت في طريقها إلى منزلها، ليشهر في وجهها سكينًا مرعبًا، مهددًا إياها بالموت إن أبدت أي مقاومة. لم يكن هدفه السرقة فقط، بل كان التخطيط أكثر وحشية، حيث اقتادها بالقوة إلى مكان معزول، وأقدم على اغتصابها دون رحمة، ثم سرق ممتلكاتها، ولم يكتفِ بذلك، بل اعتدى عليها بالضرب المبرح، ما تسبب لها في كسر خطير بيدها.
محاولة إنكار فاشلة.. والطب الشرعي يحسم القضية
أمام المحكمة، حاول الجاني التنصل من الجريمة، منكراً أي صلة بالواقعة، لكن الأدلة الدامغة أسقطت كل أكاذيبه. تقرير الطب الشرعي كشف عن أدلة لا تقبل الجدل، تؤكد تعرض الضحية لاعتداء وحشي، كما أن مواجهته بها داخل المحكمة أصابته بالارتباك، لتنهار كل محاولاته في تضليل العدالة.
"السجن بقية العمر".. رسالة قاسية لكل المعتدين!
في نهاية جلسة المحاكمة، لم تتردد هيئة الدائرة الجنائية في إصدار أقصى العقوبات، والحكم بالسجن مدى الحياة، في رسالة واضحة لكل من يظن أن بإمكانه الإفلات من العقاب بعد ارتكاب جرائم مماثلة.
هذا الحكم الصارم لا يمثل فقط انتصارًا للعدالة، بل هو بصيص أمل للضحايا بأن حقهن لن يُهدر، وأن الدولة لن تتسامح مع من يعبث بأمن النساء وكرامتهن.
