في خطوة وُصفت بأنها الأكثر وضوحًا منذ سنوات، جدّدت فرنسا، الثلاثاء 15 أفريل 2025، دعمها الكامل لموقف المغرب بشأن قضية الصحراء الغربية، مشددة على أن "الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الواقعي والعادل" لهذا النزاع الطويل الأمد.
مقالات ذات صلة:
مخيم مهاجرين صفاقس: كيف يعيش المهاجرون غير النظاميين في قلب الصحراء؟
المهرجان الدولي للصحراء بدوز: دورة 56 تحتفي بالتراث والصحراء
الإطاحة بشبكة لترويج المخدرات تضم أربعة أفارقة جنوب الصحراء بأريانة
جاء ذلك خلال لقاء جمع بين وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو ونظيره المغربي ناصر بوريطة، حيث أكد الجانب الفرنسي أنّ موقف باريس "غير قابل للمساس"، وأنه يتماشى تمامًا مع ما عبّر عنه الرئيس الفرنسي نفسه.
تصريح ناري يحمل دلالات سياسية عميقة
قال بيان رسمي لوزارة الخارجية الفرنسية:
"الوزير بارو شدّد على أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يقعان ضمن السيادة المغربية، وأن مقترح الحكم الذاتي المغربي لعام 2007 هو الإطار الوحيد الواقعي لتسوية النزاع، ويحظى بإجماع دولي متزايد."
بهذا التصريح، تؤكّد فرنسا أنها قطعت الشكّ باليقين، وتركت الباب مواربًا فقط أمام صيغة تفاوضية، ولكن تحت سقف السيادة المغربية، ما يُعدُّ صفعة دبلوماسية قوية لجبهة البوليساريو والداعمين لها.
بين الرباط وباريس... صفحة جديدة؟
العلاقات بين المغرب وفرنسا كانت قد شهدت توترًا في السنوات الأخيرة، خاصة بسبب تردد باريس في حسم موقفها من قضية الصحراء. لكن يبدو أن هذا اللقاء أعاد الدفء للعلاقات، وفتح الباب أمام شراكة استراتيجية أكثر وضوحًا وجرأة.
أصداء دولية... وتضييق الخناق على البوليساريو
تصريحات باريس تأتي في سياق دعم دولي متنامٍ لخطة الحكم الذاتي المغربية، إذ سبقتها مواقف مماثلة من الولايات المتحدة، ألمانيا، إسبانيا، وعدد من الدول الإفريقية والعربية. هذا ما يجعل البوليساريو اليوم في عزلة دبلوماسية غير مسبوقة.
هل اقتربت نهاية النزاع؟
رغم أن المسار الأممي ما زال يُراوح مكانه، فإن التحولات في المواقف الدولية توحي بأن تسوية النزاع تقترب، خاصة مع تزايد الدول التي تعتبر مبادرة المغرب أكثر منطقية وقابلية للتطبيق من أي سيناريو آخر.
فرنسا، حاملة القلم سابقًا في مجلس الأمن حول ملف الصحراء، عادت بثقلها لتقول كلمتها… ويبدو أن الرباط هذه المرة لم تخرج فقط باعتراف سياسي، بل بانتصار دبلوماسي مُدوٍّ.