الكاف – أفريل 2025
كشفت فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بالكاف النقاب عن واحدة من أخطر قضايا سرقة المواد المدعّمة في الجهة، بعد تمكنها من تفكيك شبكة يُشتبه في تورطها في سرقة معدات وقطع غيار وكمية هامة من الزيت المدعّم من داخل مصنع تعليب الزيت بالكاف.
مقالات ذات صلة:
تأجيل الاستئناف في قضية نور الدين البحيري بعد حكم بالسجن 10 أعوام
عدالة قاسية لمغتصب طالبة: السجن المؤبد لذئب بشري هزّ العاصمة!
ووفق ما أفاد به مصدر أمني لمراسل "موزاييك" عبد الباسط الزغيبي، فإن التحرك الأمني جاء إثر معلومات دقيقة واستعلامات ميدانية مكّنت الوحدات المختصة من تحديد هوية 10 أشخاص يشتبه في تورطهم المباشر في العملية. وقد تم إيقافهم في وقت وجيز، إلى جانب استرجاع جزء مهم من المسروق.
🕵️♂️ التحقيق يكشف حجم التجاوزات
وبعد سلسلة من المعاينات الفنية والسماعات القانونية والتساخير التقنية، تم الاحتفاظ بأربعة عناصر يُرجّح ضلوعهم المباشر في عملية السرقة. كما تم تقديم ستة متهمين آخرين إلى النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالكاف.
وقد أصدر قاضي التحقيق، بعد الاطلاع على ملف القضية وتفاصيلها، أربع بطاقات إيداع بالسجن في حق المتورطين الأربعة، في خطوة تعكس جدية القضاء في التصدي لتجاوزات تمس قوت المواطن ومال الدولة.
💥 السرقة في قلب أزمة الدعم
تُسلّط هذه الحادثة الضوء من جديد على هشاشة منظومة توزيع المواد المدعّمة، خصوصًا في الجهات الداخلية التي تُعدّ من بين الأكثر احتياجًا. فالزيت المدعّم، الذي يُفترض أن يكون موجّهًا لذوي الدخل المحدود، بات مطمعًا لمجموعات تتلاعب بالمواد الأساسية، وتحولها من سلعة اجتماعية إلى غنيمة إجرامية.
📌 أسئلة مفتوحة
رغم استرجاع المسروق وإيقاف المتورطين، إلا أن القضية تطرح تساؤلات حارقة:
- من يقف وراء تسريب المعلومات من داخل المصنع؟
- وهل هناك شبكة أوسع تشتغل في الظل؟
- وما مصير الكمية التي لم تُسترجع؟
- وكيف تخرج كميات هامة من الزيت دون إثارة الشبهات؟
⚖️ معركة مفتوحة مع الفساد الصغير
تعكس هذه العملية نجاحًا أمنيًا لا يُستهان به، لكنها تكشف في الوقت ذاته حجم الانفلات داخل بعض مؤسسات الدولة، وخاصة تلك التي تُعنى بالمواد الحيوية للمواطن.
وفي وقت تعيش فيه البلاد على وقع أزمة اقتصادية خانقة، تصبح السرقة من المال العام، خاصة من خطوط توزيع الدعم، جريمة مزدوجة: اقتصادية وأخلاقية.