في مشهد صادم يعكس تصاعد ظاهرة العنف الجماعي في الفضاءات العامة، اهتزّ الرأي العام مساء الأحد على وقع جريمة قتل بشعة جدّت في مأوى السيارات التابع للمركز التجاري تونس سيتي "الجيان" بأريانة، راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، أصيل منزل جميل من ولاية بنزرت، بعد تلقيه طعنة قاتلة على مستوى الصدر بسلاح أبيض.
مقالات ذات صلة:
طعنٌ ومطاردة ورصاص: مقتل رجلين في جريمة دامية تهزّ مترو برلين
جريمة تهز توزر: زوج يضرم النار في زوجته وسط الشارع!
🩸 من خلاف عابر إلى مأساة دامية
تفاصيل الجريمة، بحسب بلاغ صادر عن الإدارة العامة للحرس الوطني، بدأت بخلاف بين مجموعة من الشبان داخل فضاء التسوق، سرعان ما تطور إلى شجار جماعي عنيف استخدمت فيه آلات حادة، وتحول إلى مشهد فوضوي ينذر بانفلات أمني خطير في فضاءات يُفترض أن تكون عائلية وآمنة.
وفي لحظة مأساوية، سقط الضحية غارقًا في دمائه، فيما تم حجز أداة الجريمة في مكان الواقعة، وسط ذهول رواد المركز التجاري.
👮♂️ تدخل أمني سريع وفتح تحقيق
سارعت الوحدات الأمنية، وخاصة وحدات الحرس الوطني بأريانة بالتعاون مع مختلف اختصاصات وحدات التدخل، إلى تطويق المكان والسيطرة على الوضع، وقد تمكنت من إيقاف 7 شبان ثبتت مشاركتهم في المعركة، بينهم مرتكب جريمة القتل، الذي يخضع حاليا للتحقيق.
وقد أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بأريانة بفتح بحث عدلي معمّق، مع الاحتفاظ بجميع الأطراف على ذمة التحقيق، إلى حين الكشف عن كافة ملابسات الجريمة والجهات المحرّكة لها إن وجدت.
🧠 العنف العشوائي.. ظاهرة أم نتيجة؟
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعًا مقلقًا لظاهرة العنف الجماعي في أماكن عمومية مثل الساحات التجارية والمقاهي والملاعب، ما يدفع إلى طرح تساؤلات جدية حول الأسباب الكامنة وراء انتشار هذا السلوك العدواني بين الشباب.
ويرى مختصون في علم الاجتماع أن تنامي البطالة، وتفكك الروابط الأسرية، والتأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، جميعها عوامل تُفاقم من حالة الاحتقان لدى الشباب، وتجعلهم أكثر قابلية للانخراط في سلوكيات عنيفة دون وعي بالعواقب القانونية والإنسانية.
📣 تحذير رسمي ودعوة للعقلانية
وفي هذا السياق، دعت الإدارة العامة للحرس الوطني في بلاغها كافة المواطنين، وخاصة الشباب، إلى تجنب الانخراط في الخلافات الجماعية وأعمال العنف، مؤكدة أن العواقب قد تكون وخيمة، كما حدث في هذه الجريمة.
كما شدّدت على أن الوحدات الأمنية لن تتوانى في تطبيق القانون بكل صرامة على كل من يهدد الأمن العام أو يشارك في أعمال عنف تروّع المواطنين.
🔎 أمن الفضاءات العامة على المحك
حادثة "تونس سيتي" ليست مجرد شجار بين شبان متهورين، بل ناقوس خطر حقيقي يدقّ بقوة في وجه السلطات والمجتمع ككل. المطلوب اليوم إعادة النظر في آليات الوقاية من العنف داخل الفضاءات العمومية، وتعزيز الحضور الأمني، إلى جانب تأطير الشباب وتوفير البدائل الثقافية والنفسية التي تحول دون انزلاقهم نحو العنف.
وإلا فإن حكاية الشاب الذي سقط في مأوى سيارات قد تتكرر في مكان آخر، وبوجه آخر... لكن دائمًا بالدم والندم.
