اختر لغتك

الروس يضطهدون الأوكرانيين.. الأوكرانيون يضطهدون الطلبة الشرقيين والأفارقة

الروس يضطهدون الأوكرانيين.. الأوكرانيون يضطهدون الطلبة الشرقيين والأفارقة

الروس يضطهدون الأوكرانيين.. الأوكرانيون يضطهدون الطلبة الشرقيين والأفارقة

نقاط الحدود مع أوكرانيا تتحول إلى بوابات عنصرية يحكمها لون اللاجئ.

العنصرية تطبع التعامل مع اللاجئين من الحرب في أوكرانيا. البيض يعبرون إلى بولندا والمجر ورومانيا، لكن أصحاب البشرة السمراء يواجهون الكثير من المعوقات. الآلاف ينتظرون الفرج من سفارات بلادهم أو دعم المحسنين.


كيم هاريسبرغ /نيتا بهالا

ظل طالب الطب النيجيري جون أديبيسي محاصرا لمدة تسعة أيام في قبو في بلدة سومي شمال شرق أوكرانيا، ينتابه الخوف ودون أموال أو توفر أيّ وسيلة تساعده على الفرار من الحرب. كان يسمع صوت القصف في سماء المنطقة.

فر أكثر من مليون لاجئ من أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية في الرابع والعشرين من فبراير. لكن الكثير منهم عالقون، وخصوصا الطلاب الأجانب الذين تفتقر حكوماتهم وعائلاتهم إلى الطائرات أو الأموال أو الاتصالات لإخراجهم. وقال العديد من الطلاب إن العنصرية تجعل الفرار أكثر صعوبة، بينما تنتشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي للمسافرين الأفارقة والآسيويين والشرق أوسطيين الذين يتعرضون للاعتداء من حرس الحدود الأوكرانيين وإبعادهم عن الحافلات والقطارات بينما يُسمح للبيض بالمرور.

وقال أديبيسي “فيما يتعلق بالإجلاء، نحتاج إلى الكثير من المال لأن أناسا يحاولون ابتزازنا”. وأضاف أن تطبيقات تحويل الأموال لا تعمل وأن بطاقاتهم فاتت حدود السحب المحددة. وتابع الطالب البالغ من العمر 27 سنة “فُرضت رسوم على بعض الطلاب تصل إلى 600 دولار للوصول إلى غرب أوكرانيا… لقد سمعنا أن هناك عنصرية على الحدود، وهو ما شهدناه حتى قبل اندلاع القتال، حيث كانت معاملة الطلاب السود مختلفة”.

ويُقدّر أن الآلاف قُتلوا في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ 1945، مما أدى إلى تسليط وابل من الإجراءات الاقتصادية ضد روسيا، وهو ما أثار مخاوف من صراع أوسع في الغرب.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية على تويتر “لا يوجد تمييز في عبور الحدود ويُعتمد ‘نهج أن من يأتي أولا يتلقى الخدمة أولا’، وينطبق هذا على جميع الجنسيات”.

لكن تانماي، وهو هندي الجنسية، قال إن الحراس الأوكرانيين أساءوا معاملة شقيقه أثناء محاولته مغادرة أوكرانيا. وقال تانماي في مقابلة من دلهي “دفع أحد الحراس بالقرب من الحدود البولندية شقيقي ورمى حقيبته بعيدا، وصرخ في وجهه (ووجه أصدقائه) ليبتعدوا”.


لا سفارة.. لا سفر

تحظى أوكرانيا بشعبية بين الطلاب الأجانب الذين يريدون تعليما رخيصا نسبيا في الخارج. وتظهر البيانات الحكومية أن 76 ألف طالب من 155 دولة التحقوا بجامعات البلاد.

وبعد مقتل طالب هندي جراء القصف يوم الثلاثاء ناقش رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مسألة إجلاء مواطنيه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن مواطني دول أخرى كانوا أقل حظا.

وكان السوري عروّة سطيف يدرس في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، حيث سوى القصف مركزها بالأرض وصار المشهد عبارة عن مبان مدمرة وحطام. وقال سطيف إنه اضطر إلى رشوة بائع التذاكر ليصعد مع ثلاثة من أصدقائه قطارا متوجها إلى مدينة لفيف الغربية القريبة من الحدود البولندية. وأكّد طالب هندسة البرمجيات البالغ من العمر 24 عاما أنه يأمل في السفر “إلى أي مكان آمن”.

وتابع أن “الأمر معقد لأنه ليست لدينا سفارة في أوكرانيا وليست لدينا سلطات لطلب الدعم”، حيث كانت بلاده في أزمة منذ أن حاول المتمردون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في 2011.


لولا الأصدقاء لَعلِقْنا

ومع قلّة الدعم الحكومي وبقاء البنوك مغلقة وأجهزة الصراف الآلي فارغة، اجتمع الرعايا الأجانب في أوكرانيا لإقراض المال ومساعدة بعضهم البعض.

وقالت عفيفة مهام، وهي طالبة طب من باكستان، إن 50 من الطلبة الباكستانيين استأجروا حافلة خاصة، ودفع كل منهم 50 دولارا للوصول إلى شيهيني، على الحدود الغربية لأوكرانيا مع بولندا. وكانت الرحلة تستغرق عادة ساعتين ونصف الساعة، لكنهم قضوا 13 ساعة بسبب الاختناقات المرورية والطوابير الطويلة في نقطة مراقبة الجوازات.

وأضافت الطالبة “قبل الوصول بـ30 كم واجهنا ازدحاما مروريا هائلا فطلب منا سائقنا النزول من الحافلة والسير إلى الحدود، حاملين حقائبنا الثقيلة… لقد كانت التجربة مؤلمة. وعندما وصلنا إلى الحدود كان هناك حشد هائل وانتشرت المشاجرات وعلا الصراخ بين الموجودين. وكنا خائفين جدا من التقدّم بين الحشود نحو المعبر”. ثم دخلت وارسو في النهاية بعد أربعة أيام بمساعدة السفير الباكستاني.

وقال غسان عبدالله، البالغ من العمر 28 عاما، وهو طالب لبناني في جامعة خاركيف الطبية الوطنية، إنه أنفق 900 دولار بين القطارات والسيارات الخاصة والفنادق للوصول إلى رومانيا. ثم اقترض 1300 دولار من أصدقائه في رومانيا ليعود إلى بيروت.

كما اقترض الأخوان المصريان وطالبا طب الأسنان محمد ومحمود حسام أموالا من أصدقاء في كييف (680 دولارا لشراء تذاكر حافلة إلى الحدود البولندية ثم العودة إلى القاهرة). وقال محمد البالغ من العمر 22 عاما “لولا أصدقاؤنا هنا لما كنا قادرين على تحقيق ذلك”.


مهمة مستحيلة للعائلات

لكن الخروج من أوكرانيا ليس سوى الخطوة الأولى. فقد قال العديد من الطلاب النيجيريين الذين وصلوا إلى بولندا والمجر إنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف العودة إلى ديارهم. وكانت التضحيات التي قدمتها عائلاتهم لإرسالهم إلى أوكرانيا تعني أنهم اضطروا إلى إيجاد طريقة (للتوقف عن مزاولة الدراسة ومن ثمة عدم نيلهم) شهاداتهم في أوروبا.

كان إيهيغاميسو غودفري يدرس اللغات في مدينة دنيبرو بشرق أوكرانيا على أمل أن يتمكن من إعالة والديه بعد التخرج.

وقال غودفري، البالغ من العمر 24 سنة، عبر واتساب من غرفة فندق تموّل إقامته فيها الكنيسة في لودز وسط بولندا “إن والدَيّ مزارعان يزرعان الكاسافا (نوع من الدقيق). لقد باعا كل شيء كي يرسلاني للدراسة في أوكرانيا”.

وتخطط الحكومة النيجيرية لإجلاء أكثر من 5 آلاف من مواطنيها من بولندا والمجر ورومانيا وأرسلت يوم الخميس طائرتين إلى وارسو وبوخارست. وقالت طالبة الطب أوغونيكا أولوانيفيمي التي سافرت بالحافلة والقطار لمدة أربعة أيام من جنوب شرق أوكرانيا إلى المجر “ينتظر البعض منا الحكومة النيجيرية لترتيب رحلة طيران، لكننا لا نعرف متى سيحدث ذلك. وأخذ آباؤنا في الوطن قروضا لإرسالنا إلى أوكرانيا. فكيف يمكننا أن نطلب منهم المال عندما نعلم أنهم مدينون بالفعل؟” ويدير والدا الطالبة البالغة من العمر 20 سنة مشروعا صغيرا في ولاية أوندو النيجيرية.

ويعتمد الكثيرون الآن على رحمة غرباء ولطفهم. وتساعد ناتاليا موفوتاو، وهي بولندية متزوجة من نيجيري، الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل.

وقالت موفوتاو عبر الهاتف من العاصمة الفنلندية هلسنكي حيث تعيش “نحن نفعل كل شيء، من تنظيم الحافلات إلى نقلهم وتقديم معلومات الهجرة والترجمة على الحدود. ويمكن لبعض عائلات الطلبة إرسال القليل من المال، مثل حوالي 25 يورو. لكن ذلك لا يكفيهم للبقاء على قيد الحياة هنا، مما جعلنا نحاول جمع الأموال حتى نتمكن من إعالتهم”.

ولا يزال أديبيسي في شقته في سومي مع ثمانية أصدقاء نيجيريين آخرين، على أمل الحصول على المال حتى يضعوا خطّة عودة آمنة. وقال “إنه أمر مخيف، لا نعرف ماذا سيحدث في الساعات القادمة. سمعنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن أفارقة ماتوا وهم يحاولون عبور الحدود، بسبب البرد والإرهاق. ونرى صورا لأماكن زرناها في أوكرانيا دمّرت الآن بالقنابل. وينتابني شعور لا أتمناه لأحد”.

 

آخر الأخبار

عرض قطري مغرٍ ليوسف سنانة بعد موسم استثنائي في ترجي جرجيس

عرض قطري مغرٍ ليوسف سنانة بعد موسم استثنائي في ترجي جرجيس

"كاستينغ" لفيصل الحضيري يشعل المسرح البلدي: ضحك ونقد أمام شبابيك مغلقة

"كاستينغ" لفيصل الحضيري يشعل المسرح البلدي: ضحك ونقد أمام شبابيك مغلقة

كشمير تشتعل: الهند وباكستان على شفا الحرب والضحايا بالعشرات

كشمير تشتعل: الهند وباكستان على شفا الحرب والضحايا بالعشرات

شهباز شريف يتوعّد بالرد: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام عدوان الهند"

شهباز شريف يتوعّد بالرد: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام عدوان الهند"

ضربة موجعة لنسور قرطاج وسانت باولي: إصابة إلياس سعد تنهي موسمه مبكرًا

ضربة موجعة لنسور قرطاج وسانت باولي: إصابة إلياس سعد تنهي موسمه مبكرًا

Please publish modules in offcanvas position.