تمكنت الشرطة الإيطالية اليوم الثلاثاء من تفكيك شبكة دولية لتهريب المهاجرين، مما أدى إلى إلقاء القبض على 15 مصريًا في عدة دول، وذلك على خلفية تورطهم في تهريب مهاجرين عبر البحر المتوسط من تركيا إلى اليونان وإيطاليا باستخدام قوارب شراعية بشكل غير قانوني وخطير.
مقالات ذات صلة:
ترحيل قسري في صقلية: الشرطة الإيطالية تعيد مهاجرين تونسيين إلى بلادهم
إفراج محكمة "Agrigento" الإيطالية عن 3 صيادين تونسيين بعد عامين من السجن
وزيرة العمل الإيطالية في تونس لتعزيز مسارات الهجرة النظامية
تفاصيل الشبكة وعمليات التهريب:
وفقًا لبيان صادر عن الشرطة الإيطالية، فإن هذه الشبكة التي تم تفكيكها قد سهلت دخول ما لا يقل عن 3000 مهاجر إلى إيطاليا بشكل غير قانوني منذ عام 2021. الشبكة كانت تدير عمليات تهريب مربحة حققت أرباحًا تجاوزت 30 مليون دولار أمريكي، من خلال تقاضي مبلغ يصل إلى 10,000 دولار عن كل مهاجر غير شرعي.
الشبكة كانت تتكون من مجموعة من المهربين، بقيادة مصري يدير عملياتها من إسطنبول، حيث كانت تنظم عمليات العبور غير الشرعي عبر البحر من السواحل التركية إلى السواحل اليونانية والإيطالية باستخدام قوارب شراعية، معتمدين على القادة المحترفين في قيادة هذه القوارب.
عملية التفكيك والاعتقالات:
جرت عمليات الاعتقال في توقيت متزامن عبر عدة دول، بما في ذلك ألبانيا وألمانيا وتركيا وسلطنة عمان، وذلك بالتعاون مع أجهزة الشرطة المحلية، وبالتنسيق مع المدعين العامين الإيطاليين المتخصصين في مكافحة عصابات المافيا في صقلية، كما دعمت العملية من قبل الإنتربول واليوروبول. هذه العمليات أسفرت عن ضبط القادة الرئيسيين في الشبكة وتفكيك جزء كبير من هيكلها.
طرق التهريب ومعاناة المهاجرين:
ووفقًا للشرطة الإيطالية، فإن شبكة التهريب كانت تستخدم قوارب شراعية يبلغ طولها بين 12 و15 مترًا لنقل المهاجرين، حيث كانت عمليات العبور تستغرق ما يصل إلى أسبوع كامل من السواحل التركية إلى السواحل الأوروبية، دون أي معدات إنقاذ على متن القوارب، مما يهدد حياة المهاجرين بشكل كبير. وتكدس المهاجرون على متن هذه القوارب في ظروف غير آمنة، ما يزيد من المخاطر المترتبة على رحلاتهم البحرية.
وتُعد منطقة البحر المتوسط أحد أخطر المسارات البحرية للمهاجرين، حيث لقي عشرات الآلاف من المهاجرين حتفهم أثناء محاولاتهم عبور البحر في السنوات الأخيرة. وكان الطريق البحري من تركيا إلى إيطاليا قد اكتسب سمعة سيئة خاصة بعد كارثة فبراير 2023، عندما لقي ما لا يقل عن 94 مهاجرًا حتفهم قبالة سواحل كوترو بجنوب إيطاليا، في واحدة من أسوأ الكوارث المرتبطة بأزمة الهجرة غير الشرعية.
يأتي تفكيك هذه الشبكة في وقت حساس وسط تصاعد قضايا الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط، ويُظهر التعاون الدولي المتزايد بين مختلف الأجهزة الأمنية في التصدي لظاهرة تهريب البشر، التي تستنزف حياة الآلاف سنويًا. ومن المتوقع أن تسهم هذه العمليات في الضغط على شبكات التهريب، لكنها تظل خطوة جزئية في مواجهة أزمة الهجرة التي لا تزال تشهد تحديات كبيرة تتطلب مزيدًا من التنسيق والإجراءات الدولية.