المصالح الإسرائيلية
يبقى الهولوكوست أمرا أساسيا للهوية القومية في إسرائيل التي يتوقف فيها النشاط لمدة دقيقتين يوم إحياء ذكرى المحرقة. وتُنظّم زيارات لتلاميذ المدارس ومجموعات من التجار والجنود دوريّا إلى متحف ياد فاشيم. وتتصدر باستمرار قصص أواخر الناجين من الهولوكوست الصفحات الأولى من الصحف.
ودأبت إسرائيل على الإشارة إلى بعض الدول، مثل بولندا، في ذكرى الهولوكوست. لكن إسرائيل بدت أكثر تحفظا في تحدي بوتين وروايته، وفقا لبعض المراقبين، بسبب مصالحها الأمنية الحالية. حيث تعتمد على التنسيق مع روسيا للسماح لها بضرب أهداف تقول إنها غالبا ما تكون مخابئ أسلحة مخصصة لأعداء إسرائيل في سوريا.
وتعرضت إسرائيل لانتقادات من المؤرخين في العام 2020 بعد خطاب ألقاه بوتين وعرض فيديو منفصل في اجتماع لقادة العالم في القدس لإحياء ذكرى تحرير معسكر الموت أوشفيتز، الذي قالوا إنه منحرف في روايته وبعيد عن حقائق التاريخ.
وحاولت إسرائيل عدم توجيه أي انتقادات إلى روسيا في الفترة التي سبقت الهجوم على أوكرانيا. وكتب المعلق رافيف دراكر في صحيفة هآرتس اليومية أن إسرائيل كانت "في الجانب الخطأ من التاريخ" في ردها، الذي سعى في البداية إلى دعم أوكرانيا دون إثارة قلق روسيا.
وندد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الخميس بالهجمات الروسية ووصفها بأنها "انتهاك خطير للنظام الدولي". لكن رئيس الوزراء نفتالي بينيت امتنع عن إصدار إدانة علنية للهجوم الروسي.
وتقول فيرا ميشلين شابير، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ومؤلفة كتاب "فلويد روسيا"، وهو كتاب عن الهوية الوطنية للبلاد، إن مخاوف إسرائيل الأمنية كانت ذات أهمية أكبر من تحدي روسيا في روايتها.
وتضيف شابير أنه "يمكن لروسيا توفير أنظمة أسلحة لأسوأ أعدائنا، وبالتالي فإن إسرائيل تتقدم بحذر شديد لأن هناك قضية هنا في صميم أمن إسرائيل".