في خضم التوترات المتصاعدة والدمار المتواصل في قطاع غزة، كشف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، عن كواليس جديدة في مسار المفاوضات الشاقة الجارية حاليًا بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرًا إلى إدراك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما وصفه بـ"سقف غير معقول" من المطالب الإسرائيلية، في مقابل جهود مصرية وقطرية متقدمة لدفع الطرفين نحو اتفاق نهائي.
مقالات ذات صلة:
🔥 كاتس يهدد بجعل غزة "أصغر وأكثر عزلة": سياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري تتواصل
تقرير خاص | قصف قسم الطوارئ في مستشفى الأهلي بغزة: صدمة صحية جديدة تضرب القطاع المنهك
احتفال وطني ورسالة إنسانيّة: آلاف الأطفال في قلب العاصمة يهتفون بالهوية ويتضامنون مع غزة!
وقال رشوان، خلال مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية مساء الاثنين، إن "المفاوضات تشهد تحولات إيجابية وملموسة"، مؤكدًا أن ترامب منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوقت الكافي للتصرف بشأن الأسرى الإسرائيليين، وأن هذه المهلة "توشك على نهايتها".
القاهرة تتحرك... ونتنياهو يراوغ
ووفق ما أكدته مصادر إعلامية مصرية، فقد سلّمت القاهرة لحماس مقترحًا إسرائيليًا يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، وبدء مفاوضات ترمي إلى إرساء هدنة دائمة، في وقت ما تزال فيه تل أبيب تواصل عملياتها العسكرية وتماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق جانفي الماضي.
وتعقيبًا على المقترح، قالت حماس إنها "تدرسه بمسؤولية وطنية عالية"، مشددة على ضرورة أن يشمل أي اتفاق مستقبلي وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا من غزة، وصفقة تبادل شاملة، ورفعًا للحصار، وبدء إعادة الإعمار.
تاريخ من التنصل والخرق
وللتذكير، فقد تمكّنت مصر بمشاركة قطر والولايات المتحدة، في جانفي 2025، من التوصل إلى اتفاق مرحلي بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار. لكنّ تل أبيب أعلنت من طرف واحد استئناف الحرب في مارس الماضي، متنصلة من المرحلة الثانية من الاتفاق، ما أعاد الوضع إلى المربع الدموي الأول.
إبادة مستمرة وسط دعم أمريكي
وتُتهم حكومة نتنياهو، بدعم أمريكي غير مشروط، بارتكاب إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، راح ضحيتها أكثر من 167 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
هل يتدخل ترامب قبل فوات الأوان؟
ويرى مراقبون أن تصريح رشوان يحمل في طياته إشارة إلى تغير في الموقف الأمريكي، ربما بدافع الضغط الانتخابي الداخلي، وربما نتيجة إدراك واشنطن لخطورة المأزق الذي وصل إليه الصراع. لكن يبقى السؤال الأهم: هل تكسر مفاوضات اللحظة الأخيرة عناد نتنياهو؟ أم أنّ الدم الفلسطيني سيظل وقودًا لحسابات سياسية؟