أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الثلاثاء 15 أفريل 2025، عن قلقه العميق إزاء الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى الأهلي المعمداني، آخر مستشفى عامل في مدينة غزة، والذي كان يقدم خدمات حيوية لأكثر من مليون شخص وسط حرب طاحنة.
مقالات ذات صلة:
ترامب يضغط ونتنياهو يناور: مفترق خطير في مفاوضات غزة وسط جهود مصرية مكثفة
🔥 كاتس يهدد بجعل غزة "أصغر وأكثر عزلة": سياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري تتواصل
تقرير خاص | قصف قسم الطوارئ في مستشفى الأهلي بغزة: صدمة صحية جديدة تضرب القطاع المنهك
وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام شدّد على وجوب احترام وحماية المرضى والكوادر الطبية والمرافق الصحية، مشيرًا إلى أن ما جرى يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
"غزة تختنق".. والكارثة تقترب
البيان الأممي حذر من تناقص الإمدادات الطبية بشكل خطير، في ظل تدفق مستمر للضحايا إلى مستشفيات بالكاد ما تزال تعمل، بعد أن باتت 70% من مساحة القطاع تحت أوامر إخلاء قسري أو مناطق محظورة الدخول، ما يجعل الفلسطينيين محاصرين دون أي مكان آمن أو موارد للبقاء.
وأكد غوتيريش أن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية من قبل إسرائيل، ومنع دخول المواد الأساسية لأكثر من 7 أسابيع، قد تسبّب بكارثة إنسانية "مدمّرة"، داعيًا تل أبيب إلى تمكين تدفّق الإغاثة بكل الوسائل المتاحة.
المعمداني.. هدف جديد في حرب لا ترحم
الهجوم الإسرائيلي على المستشفى، فجر الأحد، أدى إلى تدمير أحد مبانيه واشتعال النيران في أقسامه، ما أجبر المستشفى على الخروج الكامل عن الخدمة. ورغم اعتراف الجيش الإسرائيلي بتنفيذ الغارة، برّرها بزعم استخدام المستشفى من قبل حماس لأغراض عسكرية، وهي تهمة اعتادت إسرائيل تكرارها في استهداف المراكز الطبية.
وبات "المعمداني" المركز الصحي الرئيسي شمال القطاع بعد تدمير مجمع الشفاء الطبي، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، في سلسلة هجمات أدّت إلى انهيار شبه كامل للبنية الصحية في القطاع.
دعوات للإنقاذ العاجل
غوتيريش دعا إلى استئناف عاجل لوقف إطلاق النار وتمديده دون تأخير، مع مطالبته بالإفراج عن جميع الرهائن دون شروط. كما جدد دعوته إلى حماية المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية لضمان بقاء أكثر من مليوني فلسطيني على قيد الحياة وسط الحصار والنيران.
منذ السابع من أكتوبر 2023، تشنّ إسرائيل هجومًا مستمرًا على قطاع غزة، مدعومة أمريكيًا، خلّف حتى اليوم أكثر من 167 ألف قتيل وجريح، أغلبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.