في استمرار لسياسة التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأحد 13 أفريل 2025 بتهديدات وصفت بالخطيرة، متوعدًا بجعل القطاع "أصغر وأكثر عزلة"، في ما اعتبره مراقبون تأكيدًا جديدًا على تبني استراتيجية الإبادة والتهجير القسري الممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين.
مقالات ذات صلة:
تقرير خاص | قصف قسم الطوارئ في مستشفى الأهلي بغزة: صدمة صحية جديدة تضرب القطاع المنهك
احتفال وطني ورسالة إنسانيّة: آلاف الأطفال في قلب العاصمة يهتفون بالهوية ويتضامنون مع غزة!
الصليب الأحمر: لا مكان آمن في غزة.. والمنظومة الصحية تنهار
🧨 "محور موراج".. تكريس للحزام الأمني وشرعنة الاحتلال
في منشور على منصة "إكس"، أعلن كاتس أن الجيش الإسرائيلي سيطر خلال عطلة عيد الفصح اليهودي على ما يُعرف بـ محور موراج، وهو ممر استراتيجي يبلغ طوله 12 كلم ويفصل بين مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع. هذه الخطوة تُحوّل المنطقة الممتدة بين محور فيلادلفيا و"موراج" إلى ما وصفه الوزير بـ"جزء من الحزام الأمني الإسرائيلي".
ويُعد ذلك تحولا نوعيا في خرائط الاحتلال على الأرض، حيث يُستخدم الحزام الأمني كأداة لعزل السكان وتضييق الخناق الجغرافي، ما يهدد وحدة الأراضي الفلسطينية ويؤسس لواقع تقسيمي جديد.
🏚️ التهجير.. سلاح الضغط والاستنزاف
تأتي هذه الإجراءات بالتوازي مع إخلاءات قسرية واسعة النطاق، خصوصًا في مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا ورفح وخان يونس. هذه السياسة تُترجم على الأرض بمزيد من المعاناة الإنسانية، إذ يُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح القسري دون توفير ممرات آمنة أو مستلزمات حياة أساسية.
وبينما يزعم كاتس أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى الضغط على حماس للقبول بصفقة تبادل الأسرى، يرى متابعون أنها تدخل في إطار "عقيدة العقاب الجماعي" التي تمارسها إسرائيل منذ بداية العدوان، متذرعة بملاحقة المقاومة بينما تستهدف المدنيين والبنى التحتية.
🧱 المنطقة العازلة: أداة للعزل والسيطرة
إضافة إلى محور موراج، يتحدث كاتس عن توسيع المنطقة العازلة شمال القطاع، وهو ما يعني عمليًا تقليص الرقعة السكانية المتبقية للغزيين، وجعل مناطق واسعة خاضعة للهيمنة العسكرية الإسرائيلية المباشرة.
هذه السياسة تهدف في جوهرها إلى:
* عزل المقاومة عن حاضنتها الشعبية.
* تفريغ غزة من سكانها تدريجيًا عبر الضغط والدمار.
فرض وقائع جديدة على الأرض تُضعف أي أفق لعودة ما يُعرف بـ"غزة ما قبل الحرب".
⚰️ كارثة إنسانية غير مسبوقة
منذ 7 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل سلسلة من الجرائم بحق المدنيين، خلفت حتى الآن أكثر من 167 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.
وترافق العدوان مع حصار خانق حال دون وصول الماء والدواء والغذاء والوقود، مما دفع حكومة غزة لوصف ما يجري بـ"الكارثة الإنسانية غير المسبوقة"، فيما تواصل القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تقديم غطاء سياسي وعسكري مطلق لإسرائيل، ما يعمّق من حجم المأساة.
🎙️ خاتمة: نحو أين يتجه قطاع غزة؟
تصريحات كاتس تعكس بوضوح أن إسرائيل لا تسعى فقط إلى القضاء على البنية التحتية للمقاومة، بل إلى إعادة رسم المشهد الديمغرافي والجغرافي لغزة بالكامل. فسياسة "التقليص والعزل" تشير إلى مخطط تطهيري بطيء، يستخدم القوة والنار لتشكيل واقع جديد، قد يجعل من غزة كيانًا مشلولًا ومجزأً، محاطًا بأسلاك النار وخرائط الاحتلال.
ويبقى السؤال: هل يسمح المجتمع الدولي بمواصلة هذه السياسات التوسعية والإبادية دون رادع؟ أم أن الصمت سيتحول إلى تواطؤ تاريخي جديد على حساب شعب يطالب فقط بالكرامة والحياة؟