الصفحة 2 من 4
مسيرة وتحديات
كان لتعثر مسيرة التعاون العربي الأفريقي أسبابه العديدة، منها تدهور أسعار النفط خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، والحروب الأهلية في أفريقيا وحرب الخليج، والحظر الذي فرض على العراق وليبيا والسودان، وكذلك الخلافات العربية-العربية، والأفريقية-الأفريقية، والعربية-الأفريقية.
إجمالا، يتأرجح حجم التبادل التجاري العربي الأفريقي بين 40 و45 مليار دولار، بينما وصل حجم التبادل التجاري مع الصين إلى 116 مليار دولار، ومع اليابان 119.7 مليار دولار، أما مع الاتحاد الأوروبي فوصل إلى 289.2 مليار دولار، مما يعني أن بلدان العالم الأخرى خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين هي المستفيد الأكبر من صادرات الدول الأفريقية ووارداتها.
وهذا يؤكد أن القارة السمراء عند الدول العربية ما تزال دون مرتبة الشريك الاستراتيجي بالرغم من أهميتها الجيوسياسية والأمنية. فهل تمتلك هذه العلاقة التاريخية الإمكانيات والقدرات اللازمة لتحقيق ما هو مأمول أن تكون عليه؟ وهل لديها القدرة على توظيف ما هو متاح من إمكانيات؟ ثم ماذا عن التحديات والقيود والعراقيل الذاتية والموضوعية؟ هل ثمة إدراك لها؟ وهل هناك وسائل تمكن من التعامل معها؟
تلك الأسئلة وغيرها باتت مطروحة بقوة على القمة الخامسة التي ستعقد في الرياض في عام 2020. ولا شك أن استضافة القمة من طرف دولة بحجم وثقل السعودية مهم جدا بهدف الارتقاء بالعلاقات العربية الأفريقية ولعب أدوار طلائعية في المحيط الأفريقي لاسيما بعد أن أحدثت كل من السعودية والمغرب وزارة تُعنى بالشؤون الأفريقية، ومن المنتظر أن تلعب مصر والمغرب والسودان دورا استراتيجيا بوصفها نوافذ مميزة في مد جسور التعاون والاستثمار في علاقات جنوب-جنوب، وفق قاعدة رابح-رابح.