الصفحة 4 من 4
نواة عربية مركزية
يمكن أن يمثل الحضور المغربي والسعودي والإماراتي والمصري نواة عربية مركزية لمسار جديد تقوده جامعة الدول العربية مع الاتحاد الأفريقي، لأن التنافس الحالي على القارة لم يعد حرب مواقع وموارد بين الولايات المتحدة والصين وفرنسا فقط، بل ينطوي اليوم على أبعاد استراتيجية وأمنية كبرى ورهانات تنموية تؤثر في مستقبل العالم العربي بأسره.
تعد أفريقيا من أغنى القارات في العالم مستقبلا، وإن بدت اليوم أفقرها. لذلك لا بد من إغناء هذا الحضور العربي وجعله قاريا بفرض العمل التكاملي الاستراتيجي، وعدم حصر العلاقات في تعاملات فردية، لأن كل التكتلات القائمة ذات القيمة حاليا قائمة على التعاون الاقتصادي.
ومن ثم، إذا كانت اتفاقية التجارة الحرة القارية على الأبواب والمنتظر أن تدخل حيز التنفيذ بدءا من الأول من يونيو 2020، فهي ستتكامل عاجلا أم آجلا مع التحالفات الإقليمية الأخرى، مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس) واتحاد الكوميسا في شرقها، واتفاق سادك الخاص بمجموعة الجنوب الأفريقي، ومجموعة شرق أفريقيا (أيك)، ما يجعل منها أكبر تجمع اقتصادي على مستوى العالم بـ55 دولة.
وسترتفع بموجب هذه الاتفاقية نسبة التجارة البينية إلى 25 بالمئة في عام 2022، وستبلغ 220 مليار دولار، وتضم سوقها 1.2 مليار مستهلك. وعليه، يمكن القول إن العلاقة العربية الأفريقية يجب أن تتكيف وتستمر بنفس جديد.
د. حسن مصدق
أستاذ في جامعة فانسين باريس 8