توازن دولي
ومن جانبه، يقول الباحث في العلاقات العامة، عطيف محمد، من المغرب: إن الحرب الروسية الأوكرانية تصب في إطار «ضبط التوازن في النظام الدولي»، وذلك عبر تمدد روسيا في مناطق من بينها دول القارة الأفريقية التي تشهد نفوذاً روسياً متصاعداً منافساً للنفوذ الغربي، انطلاقاً من كون القارة السمراء من أغنى القارات من ناحية الموارد الطبيعية والطاقة.
وبالتالي «يظهر التنافس بين الدول الغربية وروسيا حول احتواء مجموعة من الدول الأفريقية، في خطٍ متوازٍ مع الظروف التي تعاني منها دول القارة، من بينها حالات عدم الاستقرار في ظل الانقلابات العسكرية ببعض البلدان، وتمدّد الخلايا الإرهابية، وكذلك استغلالاً للانسحاب الغربي، ممثلاً في الانسحاب الفرنسي من القارة، وما يمكن وصفه بالفشل الاستراتيجي الأمني لفرنسا في الساحل».
ويتابع: «الآن روسيا تدب بقدميها في أفريقيا بقوة من أجل تعزيز حضورها على المستوى الاقتصادي والأمني والعسكري.. هذه السياسة ستعزز حالة التنافس على القارة بين روسيا والغرب والولايات المتحدة وأيضاً الصين.. ولا سيما في ضوء ما كشفته الحرب في أوكرانيا من مدى المواقف الأفريقية من روسيا».
ويلفت الباحث في الوقت نفسه إلى تأثير الشركات الروسية في أفريقيا، لا سيما العسكرية، ومنها «فاغنر» التي تلعب دوراً في تنفيذ السياسات العسكرية والأمنية الروسية في القارة، في وقت تأكد فشل الاستراتيجية الأمنية الفرنسية، ما أعطى فرصة قوية لروسيا داخل القارة، حيث تسعى لاحتواء تلك الدول، وبناء علاقات اقتصادية قوية معها، ومنحها تفضيلات في العلاقات التجارية، مشيراً في الوقت نفسه إلى الاستثمارات والشركات الروسية في القارة، خاصة في الجزائر ومصر وأنغولا وأوغندا، ومن تلك الشركات «غازبروم» و«روستيك».