نشاط دبلوماسي
ومن الشواهد البارزة لتوسع النفوذ الروسي على حساب النفوذ الغربي في القارة، سلسلة الزيارات المتبادلة بين روسيا ودول القارة الأفريقية (والتي تعتبر من أكبر مستوردي السلاح الروسي، بل تأتي في المرتبة الثانية خلفاً لآسيا، وتشكل واردات السلاح الروسي نحو ما يقرب من النصف تقريباً). في وقت شهدت العديد من دول القارة جملة من المتغيرات لم تكن في صالح النفوذ الغربي، من بينها التغيرات السياسية والانقلابات التي أطاحت بقادة أفارقة حلفاء للغرب.
كما تسعى موسكو بموازاة ذلك إلى تعزيز حضورها العسكري، سواء بقواعد أو اتفاقات عسكرية، على غرار الاتفاق المرتبط بقاعدة عسكرية روسية على ساحل السودان.
وفي هذا الإطار، يشير المحلل والكاتب الليبي رضوات الفيتوري إلى «أن موسكو سبق وأن طلبت من الجيش الوطني الليبي إنشاء قاعدة عسكرية في طبرق، وجاء الرد برفض الطلب»، مشيراً إلى أن الوضع بالنسبة لموسكو في ليبيا يختلف نوعاً ما عنه في باقي دول القارة الأفريقية.
ويشير إلى أن هناك معاهدات عسكرية قديمة إبان النظام السابق في طرابلس، ويعمل الجيش على تفعيل تلك المعاهدات. ويضيف: «بالتأكيد هناك خبراء روس، لكن الأمر لا يرتقي لأن يكونوا قوة عسكرية مباشرة.. وأعتقد بأن هناك مصالح استراتيجية للطرفين (ليبيا وروسيا) وهذا شيء طبيعي بين الدول، وسوف يتم تفعيل تلك المعاهدات سريعاً في الشهور القليلة المقبلة».