الحياة خارج الأرض ومصير الجنس.. 20 سؤالاً حول مستقبل البشرية
1- هل هناك مستقبل للبشرية خارج الأرض؟
“أعتقد أن تصور هجرة جماعية من الأرض هو محض وهم. لا يوجد مكان آخر في النظام الشمسي مريح مثل قمة إيفرست أو حتى القطب الجنوبي. علينا أن نتعامل مع مشكلات العالم هنا. لكن على الرغم من ذلك، أظن أنه بحلول القرن القادم ستتواجد مجموعات خاصة من المغامرين الذين يعيشون على المريخ أو أبعد منه. بالطبع نتمنى لأولئك الرواد حظاً سعيدا في استخدام جميع التقنيات الإلكترونية وتقنيات التكنولوجيا الحيوية للتكيف مع البيئات الغريبة.
سيصبحون نوعاً جديداً في غضون بضعة قرون، وسيبدأ عصر ما بعد الإنسان. السفر خارج النظام الشمسي هو مشروع ما بعد الإنسان، سواء كان عضوياً أو غير عضوي”.
مارتين ريس، عالم الكونيات والفيزياء الفلكية البريطاني
2- متى تعتقد أننا سنكتشف وجود حياة خارج الأرض؟ وأين؟
“إذا كانت هناك حياة ميكروبية على سطح المريخ، فأظن أننا سنكتشفها في غضون 20 عاماً، إن كانت مشابهة لتلك الموجودة على الأرض بشكل كافي. أما إذا كان الشكل الفضائي مختلفاً عما لدينا على الأرض، فسيكون اكتشافه أكثر صعوبة. قد تندر الميكروبات المريخية الناجية أو لعلها توجد في المناطق التي لا تستطيع المركبة الفضائية الوصول إليها. يُعَّد أوروبا قمر المشتري وتيتان قمر زحل أماكن أكثر سحراً، فأوروبا هو عالم مائي ربما تطورت فيه بعض أشكال الحياة الأكثر تعقيداً، بينما يمثل تيتان المكان الأكثر إثارة للاهتمام في النظام الشمسي للبحث عن حياة، فهو غني بالجزيئات العضوية، لكنه شديد البرودة بلا ماء سائل، إن وُجدَت حياة على تيتان فستكون شديدة الاختلاف عن تلك الموجودة على الأرض”.
كارول إي. كليلاند أستاذة الفلسفة والزميلة الباحثة بمركز البيولوجيا الفلكية في جامعة كولورادو بولدر.
3- هل سنفهم يوماً ماهية الوعي؟
“يتحدث العديد من الفلاسفة والمتصوفة وغيرهم، بيقين، عن استحالة فهم حقيقة الوعي أو الذاتية. إلا أنه ما من منطق قوي يدفعنا للاستماع لهذا الحديث الانهزامي، بل تتوافر لدينا كل الأسباب التي تدفعنا لانتظار هذا اليوم الذي سيصل فيه العلم إلى فهم طبيعي وكمي وتنبؤي لطبيعة الوعي وموضعه في الكون، وهو يوم ليس ببعيد”.
كريستوف كوخ، رئيس معهد ألين لعلم الدماغ، وعضو المجلس الاستشاري لمجلة Scientific American.
4- هل سيحظى العالم بأكمله في يوم ما بالرعاية الصحية الكافية؟
“خلال الربع قرن الماضية، تمكن المجتمع الدولي من تحقيق تقدم هائل نحو المساواة في الحصول على الرعاية الصحية، إلا أن ذلك التقدم لم تحظَ به أغلب مجتمعات العالم النائية. ففي أعماق الغابات المطيرة، حيث يعاني البشر هناك من الحرمان من وسائل المواصلات وشبكات الجوال، تعد نسب الوفيات هناك الأعلى على الإطلاق، كما يعد توفير الرعاية الصحية من أكثر الأشياء ندرة، فضلاً عن أن المساواة في الحصول على الرعاية الصحية يعد الأسوأ على الإطلاق.
وأظهرت إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن مليار شخص يقضون حياتهم بالكامل من دون أن يروا أي موظف رعاية صحية مطلقاً بسبب المسافة. يمكن لموظفي الرعاية الصحية الذين تعينهم المجتمعات مباشرةً أن يقدموا خدماتهم لملء تلك الفجوة، إذ يمكنهم مواجهة الأمراض الوبائية مثل إيبولا، وأن يساعدوا في الإبقاء على الرعاية الأساسية عندما تُجبر الوحدات الصحية على إغلاق أبوابها. وتنشر المنظمة التي شاركت في تأسيسها “لاست مايل هيلث” في الوقت الحالي أكثر من 300 موظف رعاية صحية في 300 تجمع سكني تحتويهم تسع مناطق بالتعاون مع الحكومة الليبيرية. إلا أننا لا يمكننا فعل ذلك وحدنا. فإن كان المجتمع الدولي جاداً فيما يتعلق بتأمين الحصول على الرعاية الصحية للجميع، فينبغي عليه أن يستثمر جهوده وأمواله في توفير موظفي الرعاية الصحية الذين يمكنهم الوصول إلى الأماكن النائية”.
راج بانجابي، الشريك المؤسس لمنظمة لاست مايل هيلث ورئيسها التنفيذي، كما يعمل بانجابي معلماً بمدرسة هارفارد للطب.
5- هل سيغير علم الدماغ من القانون الجنائي؟
“الدماغ آلة سببية في جميع الأحوال، بمعنى أنها تنتقل من حالة إلى أخرى كدالة من شروط متراتبة، والآثار المترتبة على ذلك بخصوص القانون الجنائي منعدمة تماماً، لسبب واحد، جميع الثدييات والطيور لديها دوائر للتحكم في الذات، ويتم تعديلها من خلال التعليم المُعزز، (كأن تكافأ بسبب إحسان الاختيار)، خصوصاً في إطار اجتماعي، ويختص القانون الجنائي بالسلامة العامة والرعاية الاجتماعية، وحتى لو أمكننا تمييز دوائر فريدة عند مُغتصبي الأطفال المتسلسلين، على سبيل المثال، لن نتمكن من إطلاق سراحهم، لأنهم قد يكررون ذلك.
هل كان علينا أن نقول في النهاية فيما يخص كاهن بوسطن، جون جيوجان، والذي تحرش بما يُقارب 130 طفلاً، “حسناً، ليس ذنبه أن يكون دماغه هكذا، لذا دعوه يعود لمنزله”، ستكون النتيجة بلا أدنى شك هي تحقيق العدالة من خلال القصاص، وعندما تحل عدالة العنف محل نظام العدالة الجنائي المتجذر لسنوات من تشريع القوانين المنصفة، ستتحول الأمور إلى الأسوأ بسرعة بالغة”.
باتريشيا تشيرشلاند، أستاذة الفلسفة وعلم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو
6- ما فرص بقاء الإنسان العاقل على قيد الحياة على مدى السنوات الـ500 القادمة؟
“يُمكنني القول إن احتمالات نجاتنا جيدة، حتى التهديدات الكبيرة – حرب نووية، أو كارثة بيئية، ربما تأتي بعد تغيير مناخي- ليست وجودية بالشكل الذي يُعني إبادتنا تماماً، والشيء المخيف حالياً، والمتمثل في أن يتفوق علينا نسلنا الإلكتروني ويقرر أنه يمكنه العيش بدوننا، يُمكن تفاديه بفصل القابس عنهم”.
كارلتون كهوف، أستاذ الفيزياء وعلم الفلك في جامعة نيو مكسيكو
7- هل نحن على مقربة من منع الإبادة النووية؟
“منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول تبنت الولايات المتحدة، سياسة أساسية للتركيز على تقليل خطر الإرهاب النووي، عن طريق زيادة الإجراءات الأمنية حول اليورانيوم عالى التخصيب والبلوتونيوم، والحد من أماكن وجودها. يمكن لحادث إرهابي نووي واحد أن يودي بحياة 100,000 شخص.
بعد 3 عقود من انتهاء الحرب الباردة، ما زال الخطر النووي الأكبر، بما يتضمنه من آلاف الانفجارات النووية وعشرات، أو مئات، الملايين من القتلى، هو المواجهة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا.
إذا عدنا بالذاكرة، إلى ميناء بيرل هاربر، لرأينا استعداد القوات الأميركية النووية، لبدء الحرب النووية، في حال أطلقت القوات الروسية طلقة واحدة في اتجاه القوات الأميركية، والتي كانت في مرمى قوات الاتحاد السوفيتي بالفعل ومن الممكن أن تقضي على القوات الأميركية بالكامل.
وعلى الرغم من أننا لا نتوقع مثل هذا الهجوم في أيامنا هذه، إلا أن كلتا الدولتين تمتلكان صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ غواصات. على متن كل منها حوالي 1000 رأس نووية، و كلها في حالة استعداد تام.
ولأن الصواريخ البالستية تستغرق حوالي 15 إلى 30 دقيقة فقط للوصول لوجهتها. فإن قرار كهذا يمكن أن يتم في دقائق معدودة. القرار الذي سيودي بحياة مئات بل آلاف الملايين من الأشخاص لن يستغرق أكثر من دقائق. هذا يجعل من الممكن حدوث حرب نووية عن طريق الخطأ. أو حتى عن طريق مخترقي الشبكات، فقد يتمكنون من السيطرة على الشبكة العسكرية، مصدرين أوامر بالإطلاق.
لا تحتاج الولايات المتحدة لهذا الوضع لتتمكن من الردع. لأنها تمتلك حوالي 800 رأس نووية في غواصات تحت البحر، لا يمكن إصابتها. إذا نشبت حرب نووية فإن القيادة العسكرية الأميركية، وقوات الصواريخ الروسية الاستراتيجية سترغبان في استخدام صواريخهما البرية المعرضة للخطر، قبل أن يتم تدميرها.
وعلى الرغم من انتهاء الحرب الباردة، فإن الآلة النووية الرهيبة التي نشأت عن تلك المواجهة مازالت معنا حتى الآن ويمكن استخدامها في أي وقت”.
فرانك فون هيبل، الأستاذ الفخري في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية، بجامعة برينستون.
والمؤسس المشارك لبرنامج برينستون في العلوم والأمن العالمي.
8- هل سيصبح الجنس صيحة قديمة؟
“لا لكن ممارسة الجنس من أجل إنجاب الأطفال، من المتوقع أن تقل كثيراً عن السائد حالياً.
في خلال 20 أو 40 عاماً. سوف نتمكن من إنتاج البويضات والحيوانات المنوية من الخلايا الجذعية وقد نتمكن من الحصول عليها من جلد الأباء. وهذا سيسهل كثيراً مجالات الحقن المجهري والعلاج الجيني للأجنة، ومن الممكن أن تصبح التعديلات الوراثية أمراً سهلاً، لمن يريدون الحصول على طفل معدل، بدلاً من الاختيار العشوائي”.
هنري جريلي، مدير مركز القانون والعلوم الحيوية في جامعة ستانفورد.
9- هل سنتمكن فى أحد الأيام من تبديل جميع أنسجة الجسم البشري عن طريق الهندسة؟
“في عام 1995 كتبت أنا وجوزيف فاكانتي في هذه المجلة، عن آخر ما توصل له العلم فيما يتعلق بالبنكرياس الصناعي، والجراحات التجميلية، واستخدام الكهرباء والتكنولوجيا لمساعدة المكفوفين ليروا مجدداً.
كل هذه الأشياء سوف تمر علينا، سواء كمنتجات حقيقية، أو كتجارب ميدانية فقط. من المتوقع أننا سننجح في استبدال أي عضو من أعضاء الجسم بآخر صناعي يعمل بالكهرباء في خلال القرون القليلة القادمة.
وستتوجه الكثير من الطاقات والأبحاث، إلى خلق خلايا جديدة، أو إعادة إنتاج بعض الخلايا المعقدة التي لا نعرف عنها الكثير مثل خلايا المخ.
ويتبقى الأمل أن نصل لنتائج جيدة في هذا الموضوع بسرعة، حتى نتمكن من علاج مرضى الشلل الرعاش (باركنسون)، ومرضى الزهايمر.”
روبرت لانجر ديفيد، أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا
10- هل يُمكننا تفادي انقراضٍ سادس؟
“يُمكن إبطاؤه، ثم إيقافه، لو تحركنا سريعاً، فأكبر مُسبب لانقراض الأجناس، هو فقدان المسكن الطبيعي، لهذا أكدت على تجميع احتياطي عالمي، يشغل نصف اليابسة، ونصف البحر، إذا ما دعت الحاجة، وقد بينت كيف يمكن تحقيق ذلك في كتابي “نصف-أرض”.
بهذه المُبادرة (وتطوير علم نظم التوازن البيئي على مستوى الأنواع بشكل أفضل بكثير مما هو عليه الآن)، سيكون من الضروري أيضاً اكتشاف، وتوصيف، العشرة ملايين، أو ما نحو ذلك، من الأنواع المُقدر بقاؤها. لقد عثرنا على نحو مليونين حتى يومنا هذا، وتم تسميتهم، وبشكل عام، يجب أن يتضمن علم البيئة مُلحقاً يضم عالم الأحياء، وأعتقد أن هذا سيكون مبادرة كبيرة للعلم فيما تبقى من هذا القرن”.
إدوارد .و. ويلسون، أستاذ وباحث فخري بجامعة هارفارد
11- هل يُمكننا إطعام الكوكب دون تدميره؟
“نعم، إليك ما نحتاج لفعله: تقليل فضلات المحاصيل، وفضلات المستهلكين، واستهلاك اللحوم، ودمج تقنيات بذور مناسبة مع ممارسات إدارية، وإشراك المستهلكين في التحديات التي يواجهها المزارعون في كل من العالم المتقدم، والعالم النامي، وزيادة الإنفاق العام على البحوث الزراعية، والتطوير، والتركيز على دفع الجوانب الاجتماعية-الاقتصادية والبيئية المتعلقة بالزراعة، والتي تشكل زراعة مستدامة”.
باميلا رونالد، أستاذة فخرية في مركز الجينوم وقسم أمراض النبات في جامعة كاليفورنيا، ديفيس
12- هل سنتمكن من استعمار الفضاء الخارجي؟
“هذا يتوقف على ما تعنيه كلمة “استعمار”، لو أن هبوط روبوتات يكفي، إذاً فنحن بالفعل قد قمنا بهذا، ولو أنها تعني إرسال ميكروبات من الأرض وجعلها تستمر، وربما تنمو، إذن وبكل أسف، ليس بعيداً أن نكون قد حققنا هذا أيضاً، ربما على المريخ باستخدام سفينة الفضاء فينيكس، ويكاد يكون حدوث ذلك مؤكداً داخل العربة كيريوسيتي، التي تحمل مصدراً حرارياً لم يُحمص بالشكل الكلي الذي حدث مع فايكنج.
لو أنها تُعني أن يعيش البشر في مكان آخر لمدة طويلة من الزمن، لكن دون أن يتكاثروا، فربما يمكن أن يحدث أمر كهذا في غضون الخمسين سنة المقبلة أو نحو هذا، (وربما يكون التكاثر بشكل محدود مسموحاً به، بإدراك أن الرئيسيات ستظل كذلك)، لكن لو كانت الفكرة تدور حول بناء بيئة مُكتفية ذاتياً، حيث يمكن للبشر الاستمرار بها إلى مالا نهاية بمساعدة متواضعة من الأرض- بالمعنى العملي لكلمة مستعمرة كالمستعمرات العديدة الأوروبية التي قامت خارج أوروبا- عندها يُمكنني القول بأن هذا أمر في المستقبل البعيد جداً، إن كان ممكناً من الأساس. لدينا اليوم فهم غير مناسب أبداً لكيفية بناء نظام بيئي متوازن مغلق يمكنه مقاومة الاضطراب الناتج عن كائنات مضافة أو أحداث غير بيولوجية (المحيط الحيوي 2، على سبيل المثال)، وأظن أن مشكلة نظام التوازن البيئي المغلق ستصبح تحدياً أكثر صعوبة مما يدركه أغلب دعاة استعمار الفضاء.
هناك مجموعة واسعة من المشاكل التقنية تبحث عن حل، مشكلة أخرى هي التعامل مع الهواء، نحن لم نكلف أنفسنا عناء استعمار مناطق تحت الماء على كوكب الأرض بعد، إنه أمر شديد الصعوبة أن تستعمر مكاناً يمكن بالكاد إيجاد أي غلاف جوي فيه على الإطلاق.
كاثرين.أ.كونلي، ضابط حماية الكواكب بناسا.
13- هل سنتمكن من اكتشاف توأم لكوكب الأرض؟
“رهاني سيكون على الإجابة بنعم، فقد وجدنا أن عدد الكواكب المحيطة بالنجوم الأخرى أكثر بكثير من حيث الوفرة والتنوع مما كان يتصوره العلماء منذ عقدين من الزمن. وتوصلنا أيضاً إلى أن الماء، وهو العنصر الحاسم لوجود الحياة على هذا الكوكب، هو شيء مألوف ومنتشر في الفضاء. على ما يبدو فإن الطبيعة قامت بتوزيع خيراتها على مجموعة واسعة من الكواكب، بما في ذلك كوكب الأرض. كل ما علينا فعله هو البحث عن تلك الأشياء”.
آكي روبيرج، الباحثة في علم الفيزياء الفلكية والمختصة بدراسة الكواكب خارج المجموعة الشمسية بمركز غودارد للطيران الفضائي التابع لوكالة ناسا.
14- هل سنتمكن من الوصول إلى علاج لمرض الزهايمر؟
“لست متأكدة من مسألة التوصل إلى علاج تام لمرض الزهايمر، ولكن لدي أمل كبير في إمكانية التوصل لعلاجٍ يساهم في تحسين الأعراض المصاحبة لمرض الزهايمر خلال العقد المقبل. لقد بدأنا الآن في إجراء التجارب الوقائية الخاصة باختبار التدخلات البيولوجية وذلك حتى قبل ظهور الأعراض السريرية الخاصة بهذا المرض على الأفراد. ليس حتمياً علينا الوصول إلى علاجٍ شافي لمرض الزهايمر، نحن بحاجة فقط إلى تأخير أعراض الخرف لمدة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات. وبحسب بعض التقديرات، فإن تكاليف الرعاية الصحية الخاصة بمرض الخرف ستقل بنسبة تقترب من 50% وذلك إذا تمكنا من إيجاد علاج مناسب يساهم في تأخير ظهور أعراض مرض الخرف لدى البشر لمدة 5 سنوات”.
ريسا سبيرلنغ، أستاذ علم الأعصاب في الطب بجامعة هارفارد ومدير مركز أبحاث وعلاج مرض الزهايمر.
15- هل سنتمكن من استخدام التقنيات القابلة للارتداء للكشف عن عواطفنا؟
“تنطوي انفعالاتنا، التي تصل إلى كل عضو من أعضاء جسمنا، على إشارات بيوكيميائية وكهربية، وهو الأمر الذي يسمح – على سبيل المثال – للإجهاد بالتأثير علينا جسدياً وعقلياً. التقنيات القابلة للارتداء ستمكّننا من تحديد الأنماط الموجودة في تلك الإشارات على المدى الطويل. وخلال العقد القادم، ستكون التقنيات القابلة للارتداء قادرة على توقع التغييرات التي قد تطرأ على صحتنا، شأنها في ذلك شأن ما يحدث في مسألة توقعات الطقس؛ على سبيل المثال، قد تنبئك تلك التقنية بحدوث تحسن محتمل في صحتك ونمط سعادتك بنسبة 80% خلال الأسبوع المقبل استناداً إلى معدلات الإجهاد، والنوم، والتفاعل الاجتماعي الخاص بك”.
“وعلى عكس ما قد يحدث في التنبؤ بأحوال الطقس، ستكون تلك التقنيات الذكية القابلة للارتداء قادرة على تحديد الأنماط التي نريد تغييرها للحد من وقوع الأحداث غير المرغوب فيها؛ على سبيل المثال، فإن زيادة عدد ساعات النوم إلى 9 ساعات أو أكثر كل ليلة والحفاظ على الضغط الحالي بشكل منخفض أو معتدل سيقلل من احتمال حدوث نوبات مرضية بنسبة 60% خلال الـ4 أيام القادمة. وعلى مدى الـ20 عاماً المقبلة، ستساهم التحليلات المستخلصة من التقنيات القابلة للارتداء في خفض الأمراض النفسية والعصبية بشكل كبير”.
روزلاند بيكارد، مؤسسة ومديرة الفريق المعني بأبحاث الحوسبة الوجدانية في مختبر وسائل الإعلام بالـ MIT
16- هل سنتمكن من معرفة ماهية المادة المظلمة أو السوداء؟
“سواء إذا أمكننا تحديد ماهية المادة السوداء أم لا فإن ذلك يعتمد على ماهيتها، بعض أشكال المادة السوداء تتيح الاكتشاف من خلال بعض التفاعلات الصغيرة مع المادة العادية التى تملّصت من عمليات الاكتشاف؛ بينما أخرى أمكن اكتشافها من خلال تأثيرها على الهياكل مثل المجرات.
آمل أن نتعلم المزيد من خلال التجارب أو الملاحظات، ولكن هذا ليس مضموناً”.
ليزا راندال، و فرانك ب. بايرد، أستاذا علم الفزياء النظرية وعلم الكونيات بجامعة هارفارد.
17- هل سنتمكن من السيطرة على الأمراض العقلية المستعصية مثل انفصام الشخصية والتوحد؟
“يعود السبب في استمرار صعوبة التعامل مع أمراض انفصام الشخصية والتوحد إلى أن علم الأعصاب لم يجد حتى الآن أصلاً منهجياً للمشكلة لكي يواجهها. ويوضح البعض أن الإجابات المستقبلية سوف تكمن بصورة بحتة في الكيمياء الحيوية، وليس في دوائر علم الأعصاب. وفي المقابل، يعود آخرون بتفسير الأمر إلى علماء الأعصاب مرة أخرى، إذ يقدمون نظرة تقول إن المفتاح الرئيسي سيكون في يد علماء الأعصاب الذين سيكون عليهم البدء بالتفكير في الهندسة البنائية للعقل كله، وليس في فشل إحدى الوظائف العصبية وحسب. وعندما أفكر في المستقبل، لا أزال أتذكر مقولة تشارلز تاونز، عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل، والتي قال فيها إن الشيء الجميل في الفكرة الجديدة أنك لا تعرف شيئاً عنها”.
مايكل جازانيجا، مدير مركز ساجا لدراسة العقل بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا.
18- هل ستقضي التكنولوجيا على الحاجة لحيوانات التجارب اللازمة لتطوير الدواء؟
“إن أظهرت الأعضاء البشرية المخزنة على الرقائق الإلكترونية قدرة على إثبات قوتها واستمرارها في تلخيص التعقيد الفيسولوجي للأعضاء البشرية والأمراض داخل المعامل غير المتصلة حول العالم، وذلك كما اقترحت بعض الدراسات المعنية بالأمر، فإن ذلك سيجعلهم يستبدلونها بنماذج عينات حيوانات التجارب في ذلك الحين.
وسيؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى الحد من استخدام حيوانات التجارب. والأهم من ذلك، أن تلك الأجهزة سوف تفتح الطريق أمام مناهج جديدة متعلقة بتطوير الدواء، والتي لم تكن ممكنة من خلال نماذج حيوانات التجارب التي تُستخدم اليوم. ومثال على ذلك الأدوية الشخصية وتطوير العلاج اللازم لجينات وراثية تنتمي لمجموعات محددة باستخدام الرقائق التي صممت من الخلايا الخاصة بمرضى معينين”.
دونالد إنجبير، المدير المؤسس بمعهد ويس المتخصص في هندسة البيولوجيا بجامعة هارفارد.
19- هل تتحقق المساواة بين الجنسين في العلوم؟
“يمكن للمساواة بين الجنسين أن تتحقق، ولكن لا يمكننا أن نجلس ونستريح بمخادعنا وننتظر أن يحدث الأمر، بل علينا أن نعالج تلك الأرقام من خلال توظيف نساء أكثر في مجالات العلم والتكنولوجيا. وعلينا أن نعالج المشاكل الموجودة بالمؤسسات من خلال تطبيق سياسة التعيين الثنائي (للذكور والإناث)، وعلينا أن نضمن انتشار السياسات المتعلقة بوجود صداقة بين الزوج والزوجة داخل الأسرة، فضلاً عن الرؤى المختلفة المتعلقة بما يعنيه أن يصير المرء قائداً. والأهم من ذلك، علينا أن نصلح المعرفة العامة من خلال التحكم في القوى الإبداعية المتعلقة بتحليلات الجنسين من أجل الاكتشاف والإبداع”.
لوندا شيبينغر، أستاذة تاريخ العلوم بجامعة ستانفورد.
20- هل تعتقد أننا سنكون قادرين على توقع الكوارث الطبيعية مثل الزلازل لتحذيرنا منها قبل وقوعها بأيام أو ساعات؟
“يسهل توقع بعض الظواهر الطبيعية قبل حدوثها أكثر من الأخرى. فالأعاصير تستغرق أياماً حتى تقترب، والبراكين في الغالب تستغرق أيضاً أياماً قبل أن تنفجر، أما الأعاصير القُمعية فإنها تهاجم خلال دقائق. ربما تشكل الزلازل التحدي الأعظم. وما نعرفه عن فيزياء الزلازل يشير إلى أننا لن نتمكن من التنبؤ بالزلزال قبل أيام من وقوعها. غير أننا يمكننا التنبؤ بحجم الدمار الذي ستخلفه الاهتزازات الأرضية قبل أن تضرب الأرض، مما يوفر ثوان معدودة قد تصل لدقائق لتحذير الناس. ربما لا تعد تلك المدة كافية لمغادرة المدينة، لكنها كافية للوصول إلى مكان آمن”.
ريتشارد ألين، مدير مختبر بيركيلي لرصد الزلازل بجامعة كاليفورنيا في مدينة بيركيلي.