7- هل نحن على مقربة من منع الإبادة النووية؟
“منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول تبنت الولايات المتحدة، سياسة أساسية للتركيز على تقليل خطر الإرهاب النووي، عن طريق زيادة الإجراءات الأمنية حول اليورانيوم عالى التخصيب والبلوتونيوم، والحد من أماكن وجودها. يمكن لحادث إرهابي نووي واحد أن يودي بحياة 100,000 شخص.
بعد 3 عقود من انتهاء الحرب الباردة، ما زال الخطر النووي الأكبر، بما يتضمنه من آلاف الانفجارات النووية وعشرات، أو مئات، الملايين من القتلى، هو المواجهة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا.
إذا عدنا بالذاكرة، إلى ميناء بيرل هاربر، لرأينا استعداد القوات الأميركية النووية، لبدء الحرب النووية، في حال أطلقت القوات الروسية طلقة واحدة في اتجاه القوات الأميركية، والتي كانت في مرمى قوات الاتحاد السوفيتي بالفعل ومن الممكن أن تقضي على القوات الأميركية بالكامل.
وعلى الرغم من أننا لا نتوقع مثل هذا الهجوم في أيامنا هذه، إلا أن كلتا الدولتين تمتلكان صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ غواصات. على متن كل منها حوالي 1000 رأس نووية، و كلها في حالة استعداد تام.
ولأن الصواريخ البالستية تستغرق حوالي 15 إلى 30 دقيقة فقط للوصول لوجهتها. فإن قرار كهذا يمكن أن يتم في دقائق معدودة. القرار الذي سيودي بحياة مئات بل آلاف الملايين من الأشخاص لن يستغرق أكثر من دقائق. هذا يجعل من الممكن حدوث حرب نووية عن طريق الخطأ. أو حتى عن طريق مخترقي الشبكات، فقد يتمكنون من السيطرة على الشبكة العسكرية، مصدرين أوامر بالإطلاق.
لا تحتاج الولايات المتحدة لهذا الوضع لتتمكن من الردع. لأنها تمتلك حوالي 800 رأس نووية في غواصات تحت البحر، لا يمكن إصابتها. إذا نشبت حرب نووية فإن القيادة العسكرية الأميركية، وقوات الصواريخ الروسية الاستراتيجية سترغبان في استخدام صواريخهما البرية المعرضة للخطر، قبل أن يتم تدميرها.
وعلى الرغم من انتهاء الحرب الباردة، فإن الآلة النووية الرهيبة التي نشأت عن تلك المواجهة مازالت معنا حتى الآن ويمكن استخدامها في أي وقت”.
فرانك فون هيبل، الأستاذ الفخري في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية، بجامعة برينستون.
والمؤسس المشارك لبرنامج برينستون في العلوم والأمن العالمي.