12- هل سنتمكن من استعمار الفضاء الخارجي؟
“هذا يتوقف على ما تعنيه كلمة “استعمار”، لو أن هبوط روبوتات يكفي، إذاً فنحن بالفعل قد قمنا بهذا، ولو أنها تعني إرسال ميكروبات من الأرض وجعلها تستمر، وربما تنمو، إذن وبكل أسف، ليس بعيداً أن نكون قد حققنا هذا أيضاً، ربما على المريخ باستخدام سفينة الفضاء فينيكس، ويكاد يكون حدوث ذلك مؤكداً داخل العربة كيريوسيتي، التي تحمل مصدراً حرارياً لم يُحمص بالشكل الكلي الذي حدث مع فايكنج.
لو أنها تُعني أن يعيش البشر في مكان آخر لمدة طويلة من الزمن، لكن دون أن يتكاثروا، فربما يمكن أن يحدث أمر كهذا في غضون الخمسين سنة المقبلة أو نحو هذا، (وربما يكون التكاثر بشكل محدود مسموحاً به، بإدراك أن الرئيسيات ستظل كذلك)، لكن لو كانت الفكرة تدور حول بناء بيئة مُكتفية ذاتياً، حيث يمكن للبشر الاستمرار بها إلى مالا نهاية بمساعدة متواضعة من الأرض- بالمعنى العملي لكلمة مستعمرة كالمستعمرات العديدة الأوروبية التي قامت خارج أوروبا- عندها يُمكنني القول بأن هذا أمر في المستقبل البعيد جداً، إن كان ممكناً من الأساس. لدينا اليوم فهم غير مناسب أبداً لكيفية بناء نظام بيئي متوازن مغلق يمكنه مقاومة الاضطراب الناتج عن كائنات مضافة أو أحداث غير بيولوجية (المحيط الحيوي 2، على سبيل المثال)، وأظن أن مشكلة نظام التوازن البيئي المغلق ستصبح تحدياً أكثر صعوبة مما يدركه أغلب دعاة استعمار الفضاء.
هناك مجموعة واسعة من المشاكل التقنية تبحث عن حل، مشكلة أخرى هي التعامل مع الهواء، نحن لم نكلف أنفسنا عناء استعمار مناطق تحت الماء على كوكب الأرض بعد، إنه أمر شديد الصعوبة أن تستعمر مكاناً يمكن بالكاد إيجاد أي غلاف جوي فيه على الإطلاق.
كاثرين.أ.كونلي، ضابط حماية الكواكب بناسا.