الصفحة 2 من 5
نحو اتجاهات جديدة
انعكست هذه التحولات سلبا على التحضيرات لمؤتمر برلين الذي تحول إلى مؤتمر يهدف بالكاد إلى تقريب المواقف الأوروبية المتنافسة والمتباعدة أكثر منه إلى مؤتمر يسعى إلى إيجاد حل بين الفرقاء في ليبيا. إذ أدرك الأوروبيون مؤخرا أن رهانات باريس وروما وبرلين على أي دور أميركي لإيجاد مخرج سلمي وبالتوصل إلى تفاهم مرض بإيجاد حل للاقتتال الذي يستمر منذ ثماني سنوات قد تبخر، وأن المراهنة على توافق أميركي – أوروبي للعودة إلى مسار سياسي أمر غير واقعي في الوقت الحالي.
لذلك، وسط تعثر العديد من المبادرات، وبعد فشل مساعي المبعوث الأممي غسان سلامة واستمرار الاستقطاب الإقليمي والأطماع التركية في غاز شرق المتوسط، باتت معركة تحرير طرابلس المخرج الوحيد. وتأكّد ذلك بعد ردود الفعل الأوروبية على اتفاق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج. فقد قررت الحكومة اليونانية طرد سفير حكومة الوفاق، ثم أعلنت قيادة الجيش الليبي والحكومة اليونانية إغلاق الطريق البحري بين جزيرة كريت ومياه ليبيا الدولية بحسب تصريح قائد القوات البحرية الليبية في 13 ديسمبر.
وبقراءة عامة للأحداث الأخيرة، أشعل اتفاق أنقرة مع حكومة الوفاق فتيل حرب دبلوماسية موازية لمعركة طرابلس الحالية. وبالتالي، فإن كل الاحتمالات صارت مفتوحة بشأن الأزمة وتطوراتها في المدى المنظور، فالرئيس التركي يهدّد بإرسال قوات، وهو ما يعني تصاعدا غير مسبوق في الصراع بين الأطراف عبر وكلاء، ويطرح معه إمكانية خطر اتجاه متطرفين هاربين من سوريا إلى ليبيا، أملا في عقد أي صفقة مستقبلية كالتي عقدتها أنقرة مع الروس في سوريا.