الصفحة 5 من 5
فرص وتحديات فرنسية
ترجمت مواقف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان تمسك فرنسا بمواقفها التقليدية في كل من مؤتمرات باريس وباليرمو وأبوظبي حول ليبيا؛ حيث أكدت مرارا مطالبتها بوقف إطلاق النار وبلورة حل سياسي. وغالبا ما صرحت باريس بأنّها “تدعم حكومة فايز السراج ووساطة الأمم المتحدة لحل سياسي شامل في ليبيا’’.
لكن هذا التصريح لا يخفي موقف فرنسا الثابت من الوقوف في وجه الحركات المتطرفة وملاحقة القيادات الإرهابية ودعم جهود الجيش الليبي في مكافحة الإرهاب، وهو موقف تتشارك فيه مع روسيا.
ومن ثم، ترى الدوائر الفرنسية أن دعم الجيش الليبي كقوة عسكرية يعمل في اتجاه تحقيق خطتها الإستراتيجية في مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي، وأن هذه المؤسسة الوطنية هي الوحيدة التي يمكنها تحقيق الاستقرار في ليبيا والحفاظ على وحدة البلاد.
وعلى الرغم من صعوبة ترجيح أي من السيناريوهات يمكن أن ينتج عن معركة طرابلس، فإن العديد من الجهات باتت مقتنعة بأن معركة طرابلس يمكن أن تسفر عن تحريرها من قبضة الميليشيات كمقدمة حل لاتفاق يجعل الجيش الليبي وحده المسؤول عن مقاليد المقدرات الأمنية والعسكرية، رغم تخوف بعض الأطراف من أن يكون ذلك بابا مفتوحا لمعارك استنزاف طويلة الأمد تنذر بتفكيك وسيناريوهات كارثية تؤدي إلى تقسيم البلد.
د. حسن مصدق
أستاذ في جامعة فانسين باريس 8